شهر رمضان في تعز.. أزمات متفاقمة تضاعف معاناة السكان

تعز_ رواها 360 _ محمد بن القادري :
يحلّ شهر رمضان هذا العام على مدينة تعز في ظل أزمة اقتصادية خانقة، زادت من معاناة المواطنين الذين يكابدون للعام العاشر تداعيات الحرب المستمرة. ومع تدهور قيمة الريال اليمني وارتفاع أسعار السلع الأساسية، باتت معظم الأسر تواجه صعوبة في تأمين احتياجاتها الرمضانية، وسط أزمة غاز خانقة أضافت مزيدًا من التعقيد إلى المشهد المعيشي.
أوضاع اقتصادية متردية
يقول عميد المهيوبي، أحد سكان المدينة، إن قدوم رمضان أصبح “كابوسًا” بالنسبة له ولغيره من المواطنين، في ظل الغلاء المتصاعد وضعف القدرة الشرائية. وأضاف في حديثه إلى “رواها360″، أن الأوضاع المعيشية المتدهورة جعلت الكثير من الأسر غير قادرة على توفير احتياجاتها الأساسية، وهو ما دفعها إلى اتباع سياسات تقشف صارمة.
وتشهد الأسواق في تعز ركودًا كبيرًا، مع تراجع الإقبال على شراء مستلزمات الشهر الفضيل، حيث بلغ سعر الصرف 2278 ريالًا يمنيًا مقابل الدولار الواحد، ما انعكس على أسعار السلع التي شهدت ارتفاعات متواصلة.
ويؤكد الصحفي شعيب الأحمدي، أن الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين في تعز، إذ أصبح التركيز منصبًا على توفير الضروريات فقط، وسط تفاقم أزمة الأمن الغذائي التي تطال نحو 21 مليون يمني، بحسب تقارير أممية.
تقشف وإجراءات فردية لمواجهة الأزمة
أمام هذا الوضع الصعب، لجأ العديد من المواطنين إلى البحث عن أعمال إضافية لتعويض تآكل الدخل، كما هو الحال مع محمد الشرعبي، الذي يعمل لساعات إضافية بعد انتهاء دوامه اليومي لمواجهة تكاليف المعيشة المرتفعة.
من جانبها، تتحدث آيات الحرازي، ربة منزل، عن التأثير المباشر لهذه الأزمة على حياتها اليومية، قائلة إن “شراء مستلزمات رمضان أصبح رفاهية”، مشيرةً إلى أن بعض السلع الأساسية في الوجبة الرمضانية مثل الزبادي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، حيث وصل سعر العلبة الواحدة إلى 600 ريال يمني.
الأسواق الرمضانية.. ركود غير مسبوق
في ظل استمرار التدهور الاقتصادي، تشهد الأسواق الرمضانية في تعز ركودًا واضحًا، إذ يؤكد التاجر محمد العبيدي أن حجم المبيعات هذا العام تراجع بشكل حاد مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرًا إلى أن معظم عمليات الشراء تقتصر على الدقيق، والسكر، والأرز، والزيت، فيما يعتمد البعض الآخر على المعونات الإنسانية.
ويرجع تجار المدينة هذا الوضع إلى الانهيار المستمر للعملة المحلية، وانقطاع رواتب بعض الموظفين، إضافة إلى شح فرص العمل، وغياب دور السلطات المحلية في الرقابة على الأسعار وضبط الأسواق.
ومع دخول رمضان، تبدو آمال سكان تعز معلقةً على أي تحسن اقتصادي يخفف عنهم أعباء الحياة اليومية، في وقتٍ تستمر فيه الحرب في استنزاف مقدرات المدينة، وتزيد من صعوبة العيش في ظل ظروف غير مسبوقة من التحديات الاقتصادية والإنسانية.